التحالف السياسي في الإسلام
الناشر
مكتبة المنار الأردن
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م
مكان النشر
الزرقاء
تصانيف
والذي يعنينا من هذه البيعة هو النقاط التالية:
١ - إتجه الخط السياسي الإسلامي كله للبناء الداخلي. والتركيز على يثرب بالذات ولقد كان لهؤلاء النفر الستة دور كبيرفي بث الدعوة إلى الإسلام خلال هذا العام. فكما يقول ابن إسحاق:
(فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ﷺ ودعوهم إلى الإسلام حتى فشى فيهم فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله ﷺ.
فلقد توجه رسول الله ﷺ إلي البناء الداخلي في المدينة، وإلى بث الفكرة في صفوفها.
٢ - حضر بيعة العقبة الأولى اثنان من الأوس، وهذا تطور خطير لمصلحة الإسلام، فبعد الحرب العنيفة في بعاث استطاع النفر الستة من الخزرج أن يتجاوزوا قصة الصراعات الدموية الداخلية، ويحضروا معهم سبعة جددا، فيهم اثنان من الأوس، وهذا يعني أنهم وفوا بالتزاماتهم التي قطعوها على أنفسهم في محاولة رأب الصدع، وتوجيه التيار لدخول الإسلام في المدينة أوسها وخزرجها وتجاوز الصراعات القبلية القائمة.
٣ - وكان التطور الجديد الذي أثمرته بيعة العقبة بعث مصعب بن عمير ممثلا شخصيا للرسول ﷺ إلي المدينة، يشرف على تطور الموقف، ويفقه المسلمين بهذا الدين الجديد، وكل هذا ضمن النشاط الفكري والسياسي، والاتجاه للتعبئة وتكوين الأنصار المعتنقين لهذه العقيدة.
٤ - واستطاع الدبلوماسي الإسلامي الأول في المدينة بحكمته وحصافته وذكائه السياسي أن يجر أكبر قيادات الأوس للإسلام، أسيد بن حضير وسعد بن
1 / 56