مصطلح فلسفة التربية في ضوء المنهج الإسلامي (دراسة نقدية)
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون،العدد الرابع والعشرون بعد المائة
سنة النشر
١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
في القرآن الكريم، والتربية الإسلامية في الحديث الشريف.
لأنه يفهم من العنوانين السابقين أن هناك فلسفة في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف، وحيث إن الفلسفة لا تصدر إلا من فليسوف، فقد يؤدي هذا إلى القول بما قاله ابن مسكويه.
وهذا ما يتطلع إليه أعداء الإسلام، وحاشا للمصطفى ﷺ أن يكون كذلك، إنه لا ينطق عن الهوى. قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ١. وقال تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ ٢. وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ٣. وهذا دليل على أميته وعدم معرفته للقراءة والكتابة وقد أتى بتشريع تحدى به البشرية، ولو كان فلسفة لأتى بمثله ممن أتى من بعده، وأنّى لهم ذلك.
والمؤلفان - وفقهما الله تعالى - لا يقصدان ذلك، بل المراد خدمة السنة المطهرة بهذين المصنفين العلميين، ولكن العنوان تقليد لما هو سائد من إدخال مصطلح الفلسفة في المجال العلمي؛ ولذلك تأثيره السيئ.
وقد ذكر أحد المهتمين بمجال التربية الإسلامية، وأشرفوا على عدد من الرسائل العلمية: أنه ممن اقتحموا مجال التربية الإسلامية بلا أساس ديني، حيث يقول: “أعتقد أنني وقعت في كثير من أخطاء من سلكوا نفس طريقي سواء فيما كتبت في هذا المجال (التربية الإسلامية) وهو كثير، وفيما أشرفت عليه من رسائل علمية، ولكني أعتقد أنني كنت أحاول دائمًا أن أتعلم من خلال ما أسمع وما أناقش وما أقرأ” ويقول أيضًا “وقد كنت واحدًا ممن اقتحموا مجال التربية
١ سورة النجم، آية رقم (٣ـ٤) .
٢ سورة العنكبوت، آية رقم (٤٨) .
٣ سورة الشورى، آية رقم (٥٣) .
1 / 336