مصطلح فلسفة التربية في ضوء المنهج الإسلامي (دراسة نقدية)
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون،العدد الرابع والعشرون بعد المائة
سنة النشر
١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ ١. وأن الله خالق كل شيء، قال تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ ٢.
وأما الساعة فإن علمها عند الله، وهي نهاية الحياة الدنيا، قال تعالى: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا. كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا.﴾ ٣.
وأن الروح أيضًا علمها عند الله، ولا مجال للبحث فيها قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ ٤.
ولكن أمر الإنسان أن يتفكر ويتأمل في مخلوقات الله جل وعلا: ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ ٥.
إلا أن البعض عتى عن أمر ربه، وترك لنفسه هواها واستحدثت بذلك الفلسفة، فتعددت اتجاهاتها وتباينت تعريفاتها مع عدم وحدتها، فأصبحت تمخر في أمواج الضلال: أما القرآن الكريم فهو ثابت في مبادئه وتعليماته لا تناقض فيه، قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ ٦.
وقد أخذ بهذه الفلسفة بعض المسلمين فاستخدموها كمصطلح في مناهجهم
_________
١ سورة الأنعام، آية رقم (٣٢) .
٢ سورة الأنعام، آية رقم (١٠١) .
٣ سورة النازعات، آية رقم (٤٣ـ٤٦) .
٤ سورة الإسراء، آية رقم (٨٥) .
٥ سورة الغاشية، آية رقم (١٧ـ٢٠) .
٦ سورة النساء، آية رقم (٨٢) .
1 / 320