شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
الناشر
دار البشائر الإسلامية
رقم الإصدار
العاشرة
سنة النشر
١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م
تصانيف
بأكبر الكبائر؟» ثلاثا. قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» (١).
يبر أمه ثم أباه:
ولكيلا يختل التوازن عند الأبناء في بر أحد الوالدين على حساب الآخر، جاءت توجيهات الإسلام تشمل الوالدين كليهما، وتخص كلا من الأم والأب على انفراد.
فهذا رسول الله ﷺ يسأل الرجل الذي جاءه مبايعا على الجهاد كما رأينا آنفا: «فهل من والديك أحد حي؟»، وهذا تقرير من الرسول الكريم بوجوب البر لكلا الوالدين على السواء.
ورأينا أيضا في حديث أسماء أنه أمرها بصلة أمها المشركة. وجاءه رجل فسأله: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فأجابه الرسول الكريم: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أبوك» (٢).
ففي هذا الحديث تأكيد من الرسول الكريم على أن بر الأم مقدم على بر الأب، وكان الصحابة الكرام يؤكدون للمسلمين هذا المعنى بعد رسول الله ﷺ، حتى إن ابن عباس ﵁، حبر الأمة وفقيهها، جعل بر الوالدة أقرب الأعمال إلى الله؟ فقد جاءه رجل فقال: إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها، فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا. قال: تب إلى الله ﷿، وتقرب إليه ما استطعت. قال عطاء بن يسار راوي هذا الحديث عن
_________
(١) متفق عليه.
(٢) متفق عليه.
1 / 61