شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
الناشر
دار البشائر الإسلامية
رقم الإصدار
العاشرة
سنة النشر
١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م
تصانيف
ولقد كان من هدي الرسول الكريم للصحابة الذين بعدت بيوتهم عن المساجد ألا يتحولوا إلى بيوت قريبة منها، وأكد لهم أن آثارهم في السعي إليها ستكتب في صحيفة أعمالهم، وأن خطواتهم الكثيرة إليها لن تضيع:
فعن جابر ﵁ قال: «خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنوا سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبى ﷺ فقال لهم: «بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟» قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: «بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم»، فقالوا: «ما يسرنا أنا كنا تحولنا» (١).
وعن أبي موسى ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام» (٢).
وجاء الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء في عدد من النصوص، بين فيها الرسول الكريم الثواب الجزل العميم لمن شهد الجماعة في هاتين الصلاتين، أجتزئ منها بنصين:
الأول: عن عثمان بن عفان ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» (٣).
والثاني: عن أبي هريرة ﵁ قال: قال سول الله ﷺ: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا» (٤).
_________
(١) رواه مسلم، وروى البخاري معناه من رواية أنس.
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه مسلم.
(٤) متفق عليه.
1 / 21