شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
الناشر
دار البشائر الإسلامية
رقم الإصدار
العاشرة
سنة النشر
١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م
تصانيف
٦ - المسلم مع أقربائه وذوي رحمه
الأرحام:
لا يقتصر بر المسلم على والديه وزوجه وأولاده، بل يتعداهم إلى أقاربه وذوي رحمه، فيشمل هؤلاء جميعا ببره وإحسانه وحسن صلته. والأرحام: هم الأقارب الذين يرتبطون مع الإنسان بنسب، سواء أكانوا يرثونه أم لا يرثونه.
حفاوة الإسلام بالرحم:
ذلك أن الإسلام حفي بالرحم حفاوة ما عرفتها الإنسانية في غيره من الأديان والنظم والشرائع، فأوصى بها، وركب في صلتها، وتوعد من قطعها.
وليس أدل على حفاوة الإسلام البالغة بالرحم من تلك الصورة الرائعة التي رسمها رسول الله ﷺ للرحم، تقوم بين يدي الله في الساحة الكبيرة التي خلق الله فيها الخلق، فتستعيذ به من قطيعتها، ويجيبها الله ﷿ إلى سؤلها، فيصل من وصلها، ويقطع من قطعها، وذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة، قال: قال رسول ﷺ:
«إن الله تعالى خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك،» ثم قال رسول الله ﷺ: «اقرأوا إن شئتم: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
1 / 104