المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
رقم الإصدار
-
تصانيف
وذكر العلماء أن من شرط مقرئ القرآن وصفته أن يكون ثقة مأمونًا، ضابطًا، متنزهًا من أسباب الفسق ومسقطات المروءة (١) .
قالوا: وليتمسك بالكتاب والسنة في جميع تصرفاته الظاهرة والباطنة، فهذا أصل كل خير، ومنبع كل فضيلة (٢) .
فينبغي لحامل القرآن ومعلمه أن يكون ملتزمًا بالفرائض والواجبات، ومحافظًا على المندوبات بحسب الاستطاعة، مجتنبًا للمحرمات، مبتعدًا عن المكروهات بقدر الطاقة، سواء ما كان من ذلك بالقول أو الفعل، ظاهرًا وباطنًا.
وأن يكون مراقبًا لربه في سره وعلانيته، راجيًا ثوابه، خائفًا من عقابه، متأملًا في تصرفاته، محاسبًا نفسه على هفواته وزلاته، حريصًا على ما يصلح دينه، ويسدد نقصه، ويصلح خطأه قدر الإمكان (٣) .
ذكر الآجري بسنده عن ابن مسعود أنه قال: (ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، ونهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون) (٤) .
قال الآجري ﵀ (هذه الأخبار كلها تدل على ما تقدَّم ذكرنا له من أن أهل القرآن ينبغي أن تكون أخلاقهم مباينة لأخلاق من
_________
(١) انظر منجد المقرئين: ٥٨، وغيث النفع في القراءات السبع: ١٩.
(٢) غيث النفع: ٢٤.
(٣) المدارس والكتاتيب القرآنية وقفات تربوية وإدارية: ١٣.
(٤) أخلاق حملة القرآن: ٤٢.
1 / 16