أهل الفترة ومن في حكمهم
الناشر
مؤسسة علوم القرآن - عجمان،دار ابن كثير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
دمشق - بيروت
تصانيف
في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار (١). ثم قرأ رسول الله ﷺ قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور: ٢١].
٣ - حديث عائشة ﵂ أنها ذكرت لرسول الله ﷺ أولاد المشركين فقال: "إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار" (٢).
وجه الدلالة من هذين الحديثين أنهما صريحان بدخول أطفال المشركين في النار.
وقد أجيب عن هذين الحديثين بما يلي:
١ - إن حديث خديجة (٣) ﵂ لا يحتج به، وذلك لأنه معلول من وجهين:
أ- إن في سنده محمَّد بن عثمان وهو مجهول (٤)، وقال عنه الهيثمي: محمَّد بن عثمان غير معروف (٥).
ب- إن في سنده زاذان عن علي، وزاذان هذا لم يدرك عليًا (٦).
٢ - وأما حديث عائشة ﵂ فقد ضعفه جمهور الأئمة
(١) يقول الهيثمي: هذا الحديث فيه محمَّد بن عثمان لا أعرفه وبقية رجال هذا الحديث رجال الصحيح انظر (مجمع الزوائد ٧/ ٢١٧). (٢) رواه أحمد وفيه أبو عقيل يحيى بن المتوكل ضعفه جمهور الأئمة أحمد وغيره ويحيى بن معين. انظر (مجمع الزوائد ٧/ ٢١٧). (٣) هي خديجة بنت خويلد، زوج النبي ﷺ، أول من صدقت وآمنت به من النساء وآزرته، وكانت تقول له: والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك تصل الرحم، وكانت ﵂ تشدّ من عزم الرسول ﷺ حين يخذله قومه، توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات. انظر (الإصابة ٤/ ٢٨١). (٤) طريق الهجرتين لابن القيم ص ٦٧٨. (٥) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٢١٧. (٦) طريق الهجرتين لابن القيم ٦٧٨.
1 / 95