أهل الفترة ومن في حكمهم
الناشر
مؤسسة علوم القرآن - عجمان،دار ابن كثير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
دمشق - بيروت
تصانيف
٣ - ما ورد في أبي (١) الرسول ﷺ، الحديث الذي أخرجه مسلم "أن رجلًا سأل النبي ﷺ، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قفا دعاه فقال له: إن أبي وأباك في النار" (٢).
وأما ما ورد بشأن أمه (٣) ﷺ في الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي" (٤). فهذا الحديث يحتمل أنها بلغتها الدعوة ويحتمل أنها لم تبلغها الدعوة، وهذا النص ليس بصريح لأن النهي عن الاستغفار لها حيث أنها لم تمت على التوحيد سواء بلغتها الدعوة أم لم تبلغها، والله أعلم.
وهذا النوع ليس محلًا للنزاع لورود النصوص التي تفيد بأن الدعوة قد بلغتهم.
وقد ذكر السيوطي في الحاوي أن الله ﷾ أحيا له أبويه فأسلما على يديه ثم ماتا (٥).
وقد نقل السيوطي ذلك عن الخطيب البغدادي في اللاحق والسابق والسهيلي في الروض الأنف (٦)، والقرطبي في التذكرة (٧).
وقد تناقلت هذا الكلام بعض كتب السيرة وغيرها من كتب التاريخ التي تحمل الغث والسمين.
مع أن هذا الكلام لا دليل على صحته إطلاقًا، وإنما هو من التخرصات التي تنتشر عند عوام الناس.
_________
(١) وهو عبد الله بن عبد المطلب، توفي والرسول ﷺ في بطن أمه. انظر "الطبقات- لابن سعد ٩٩:١).
(٢) أخرجه مسلم، انظر (النووي ٣: ٧٩ باب من مات على الكفر).
(٣) وهي آمنة بنت وهب توفيت عنه ﷺ وهو ابن ست سنوات، انظر (الطبقات ١: ٩٩).
(٤) أخرجه مسلم، انظر (النووي ٧: ٤٥ باب استئذان النبي لقبر أمه).
(٥) الحاوي للفتاوي ٢/ ٣٥٣ السيوطي.
(٦) الروض الأنف ٢/ ١٨٥ السهيلى.
(٧) التذكرة ١/ ١٤ القرطبي.
1 / 69