سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
قال أنس: وقد كنت أرى ذلك المخيط في صدره (١).
بعد هذه الحادثة أشفقت مرضعته عليه فأعادته إلى أمه، وعاش ﷺ عند أمه ومرت الأيام والسنين وأخذته أمه وذهبت به إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه؛ بني عدي بن النجار وبينما هي عائدة أدركتها منيتها في الطريق، فماتت بالأبواء- قرية بين مكة والمدينة- ودفنت هناك.
عباد الله! وعاد الرسول ﷺ وقد نزل من بطن أمه يتيمًا لم ير أباه، وها هو قد فقد أمه، ثم عاد إلى جده عبد المطلب وكفله جده، ورق له رقةً لم تعهد له في ولده، ومرت الأعوام ثم توفي عبد المطلب وكان عمر النبي ﷺ ثماني سنوات فكفله شقيق أبيه أبو طالب وكان به رحيمًا وكان أبو طالب مُقلًا في الرزق، فعمل النبي ﷺ برعي الغنم؛ مساعدةً منه لعمه.
فقال ﷺ: "ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم"، فقال أصحابه: وأنت، فقال: "نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" (٢).
وسئل ﷺ: أكنت ترعى الغنم؟ قال: "نعم وهل من نبي إلا رعاها" (٣).
ثم بعد ذلك اشتغل رسول الله ﷺ بالتجارة.
العنصر الثاني: رسولنا ﷺ في مهمة تجارية إلى بلاد الشام
عن أبي موسى الأشعري قال: "خرج أبو طالب إلى الشام ومعه رسول
_________
(١) "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص ١٨).
(٢) رواه البخاري (رقم ٢٢٦٢).
(٣) رواه البخاري (رقم ٣٤٠٦)، ومسلم (٢٠٥٠).
1 / 44