297

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

الناشر

مكتبة الغرباء

الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٨ هـ

مكان النشر

الدار الأثرية

تصانيف

رسول الله ﷺ في مكة يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وكفار قريش يقابلون ذلك بالاعتداءات على رسول الله ﷺ وأصحابه. ولم يأذن الله لرسوله ﷺ بأن يقابل السيئة بالسيئة، أو يواجه الأذى بالأذى، أو يحارب الذين حاربوا الدعوة، أو يقاتل الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات، ولكن قال له: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (٩٦)﴾ [المؤمنون: ٩٦].
وذلك يا عباد الله! حتى لا يصطدم المسلمون مع الكفار في بداية الدعوة، فيؤثر ذلك على دعوة الإِسلام.
عباد الله! النبي ﷺ في مكة يربي أصحابه على العفو والصبر والصفح، وينهاهم عن قتال الكفار قبل مشروعية القتال.
ومن الأمثلة على ذلك:
١. كان النبي- ﷺ يمر على أصحابه وهم يعذبون فيقول لهم: "صبرًا آل ياسر،
فإن موعدكم الجنة" (١).
٢. وعن ابن عباس ﵄: "أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي ﷺ بمكة فقالوا: يا رسول الله، إنا كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة- يريدون بذلك أن يأذن لهم النبي ﷺ أن يقاتلوا الكفار- فقال: "إني أمرت بالعفو، فلا تقاتلوا .. " (٢).
٣. وعن خباب بن الأرت ﵁ قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ وهو متوسد

(١) قال الشيخ الألباني في التعليق على "فقه السيرة" (ص ١٠٧) "حديث حسن صحيح".
(٢) "صحيح سنن النسائي" (٢٨٩١).

1 / 288