268

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

الناشر

مكتبة الغرباء

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٨ هـ

مكان النشر

الدار الأثرية

تصانيف

الرغم من عظم هذه الأهمية، فقد فرط المسلمون من ناحية في بناء هذه المساجد، وأفرطوا من ناحية ثانية.
أما تفريطهم؛ فإنك تجد آلاف القرى والأحياء في العالم الإِسلامي ليس فيها مسجد واحد، بينما تتناثر في كل مكان دور اللهو والفجور وأما إفراطهم؛ فإنك تجد المسجد الواحد وقد كلف بناؤه مئات الألوف من الدنانير، أنفقت على الزخارف والتحف التي أودعوها في هذا المسجد؛ حتى صار بالمتحف أشبه منه بالمسجد.
عباد الله! ومن المخالفات الشرعية التي وقع فيها الكثير من المسلمين في بناء المساجد.
أولًا: بناء المساجد على القبور
وهذا حرام، ولا يجوز في شريعة الإِسلام، والنبي- ﷺ عندما اشترى الأرض التي يريد أن يبني فيها مسجده ووجد فيها قبور المشركين، أمر بقبور المشركين فنبشت؛ لأنه لا يجوز بناء المساجد فوق القبور لقول النبي ﷺ قال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" (١).
ولقد كان- ﷺ يُحذر من اتخاذ المساجد على القبور ويعد المتخذين شرار الخلق.
عن عائشة ﵂ أن أم سلمة وأم حبيبة ﵄ ذكرتا لرسول- ﷺ كنيسة رأتاها في أرض الحبشة فيها تصاوير فقال ﷺ: "أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوروا

(١) "صحيح سنن ابن ماجه" (٦٠٦).

1 / 259