سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
وأخبرنا ربنا -جل وعلا- أن في طاعة النبي ﷺ الهداية إلى كل خير فقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور: ٥٤].
وحذر ربنا -جل وعلا- المؤمنين من مخالفة أمره فقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣)﴾ [النور: ٦٣].
وأثنى الله ﷿ على صحابة رسوله ﷺ وعلى من تبعهم بإحسان قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: ١٠٠].
الفائدة السادسة: أن نتعلم من السيرة أخلاق النبي ﷺ فالله ﷿ وصفه فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾ [القلم: ٤].
فماذا كان خلقه ﷺ؟
سئلت عائشة ﵂ عن خلق رسول الله ﷺ فقالت: "كان خلقه القرآن" (١).
الفائدة السابعة: نتعلم من السيرة المعجزات التي أيد الله بها نبيه محمدًا ﷺ.
فمثلًا عندما طلب الكفار آية على صدقة أنه رسول أشار بيده إلى القمر فانشق نصفين، قال تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾ [القمر: ١]، ومع ذلك ما زاد الكفار إلا طغيانًا كبيرًا.
وقد وضع النبي ﷺ يده في الإناء ففاض الماء من بين أصابعه إلى غير ذلك من المعجزات التي نتكلم عنها في وقتها سائلين المولى في علاه أن ينفعنا بدراسة هذه السيرة للنبي ﷺ وأصحابه الكرام وهذه المواعظ تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: دراسة سيرة النبي ﷺ وهذا الذي نبدأ به من الجمعة
_________
(١) رواه مسلم (رقم ٧٤٦)، وذكره النووي في "رياض الصالحين" (رقم ١٨٥٦ - تحقيق الألباني).
1 / 17