سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
ومع ذلك ما زادهم ذلك إلا نفورًا.
عباد الله! وفي هذا الحديث معجزات للنبي ﷺ:
المعجزة الأولى: رفع الله المسجد الأقصى من بيت المقدس في فلسطين، وجاء به ووضعه في مكة أمام النبي ﷺ، ينظر إليه قريبًا من دار عِقال أو عقيل.
المعجزة الثانية: أن النبي وحده هو الذي يرى المسجد الأقصى دون كل من حوله من الناس.
المعجزة الثالثة: بعد أن انتهت المهمة رد الله المسجد الأقصى مكانه حيث كان أولًا ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (٢٠)﴾ [إبراهيم: ٢٠].
فهذا سليمان ﵇، لما طلب عرش بلقيس أن يأتيه من اليمن إلى بيت المقدس ﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣٨) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (٣٩) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ [النمل: ٣٨ - ٤٠].
فالله على كل شيء قدير، وإذا أراد أمرًا أن يقول له كن فيكون، فالله يكرم أوليائه وأنبيائه بما شاء من الكرامات والمعجزات.
عباد الله! وكفار مكة بعد ما سمعوا من رسول الله ﷺ النعت وقالوا: "أما النعت فوالله لقد أصاب".
ما زادهم ذلك إلا نفورًا وأبى الظالمون إلا كفورًا فانطبق عليهم قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا
1 / 186