سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

صالح بن طه عبد الواحد ت. 1439 هجري
78

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

الناشر

مكتبة الغرباء

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٨ هـ

مكان النشر

الدار الأثرية

تصانيف

٥الخطبة الثامنة: إشراق شمس النبوة عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى ﷺ. وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن إشراق شمس النبوة؛ عن مرحلة بدء الوحي. أمة الإِسلام! رسولنا ﷺ يقترب سنه من الأربعين سنة، وكان ﷺ قبل البعثة يسلم عليه الحجر والشجر والجبال. عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله ﷺ: "إني لأعرف حجرًا بمكة كان يُسَلِّم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن" (١). وعن علي بن أبي طالب ﵁ قال: "كنا مع رسول الله ﷺ بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا جبل إلا قال: السلام عليك يا رسول الله! ". وفي رواية: "لقد رأيتني أدخل معه الوادي، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليكم يا رسول الله! وأنا أسمعه" (٢). عباد الله! رسولنا ﷺ قبل البعثة كان يحب الخلاء والعزلة والانفراد عن قومه، لما يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الأوثان والسجود للأصنام وقويت محبته للخلوة عند اقتراب نزول الوحي، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح كل ذلك مقدمات النبوة.

(١) رواه مسلم (رقم ٢٢٧٧). (٢) "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص٩٥).

1 / 69