سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
ثاثيًا: حفظ الله -تعالى- رسوله ﷺ من أن يأكل الذي ذُبِحَ على النصب -أي: التي يذبحونها لغير الله-.
فكان ﷺ لا يأكل ما ذبح على النصب، ووافقه في ذلك زيد بن عمرو ابن نفيل.
عن عبد الله بن عمر ﵄ أن النبي- ﷺ لقى زيد بن عمرو ابن نفيل بأسفل (بلدح) -واد قبل مكة أو جبل بطريق جده- قبل أن ينزل على النبي ﷺ الوحي، فَقُدِّمتْ إلى النبي- ﷺ سُفرةٌ، فأبى أن يأكل منها. ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه. وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله، إنكارًا لذلك وإعظامًا له" (١).
ثالثًا: حفظ الله -تعالى- رسوله ﷺ من أن تبدو عورته أو يظهر عريانًا.
عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: لما بُنيت الكعبة ذهب النبي ﷺ وعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس لرسول الله ﷺ: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة. ففعل، فخرّ إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق. فقال: إزاري إزاري فشُدَّ عليه إزاره وفي لفظ قال: "فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيًا عليه فما رؤي بعد ذلك عريانًا ﷺ (٢).
رابعًا: وفق الله رسوله ﷺ للوقوف بعرفة قبل البعثة، مخالفة لما ابتدع
_________
(١) رواه البخاري (٣٨٢٦).
(٢) متفق عليه أخرجه البخاري في "صحيحه" (رقم ٣٦٤)، ومسلم (رقم ٣٤٠).
1 / 47