سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
وهذه المحبة يا عباد الله! تتمثل في اتباعه ﷺ وفي التمسك بسنته وفي نشرها بين الناس.
العنصر الثاني: رسولنا ﷺ أشرف الناس نسبًا
فالأنبياء والرسل هم أشرف الناس نسبًا، وأفضلهم خلُقًا وخلْقًا، وذلك لأن الله ﵎ اصطفاهم وأرسلهم برسالته إلى الناس، فإن الله ﵎ يقول: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: ١٢٤].
ولما سأل هِرقل ملك الروم أبا سفيان بن حرب عن نسب النبي ﷺ فقال: "كيف نسبه فيكم؟ " فقال أبوسفيان: هو فينا ذو نسب.
ثم قال هرقل: "سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في أنساب قومها" (١).
يعني في أكرمها أحسابًا، وأكثرها قبيلة - صلوات الله عليهم أجمعين -.
عباد الله! ورسولنا محمَّد ﷺ هو أولى الأنبياء بكل فضيلة، فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة، تعالوا بنا لنستمع إلى رسول الله ﷺ وهو يخبرنا عن نسبه الشريف: يقول ﷺ: "إنَّ الله ﷿ اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" (٢).
يقول العباس ﵁ بلغ النبي ﷺ بعض ما يقول الناس فصعد المنبر، فقال: "مَنْ أنا؟ " قالوا: أنت رسول الله، فقال ﷺ: "أنا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله -تعالى- خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين
_________
(١) رواه البخاري (رقم ٧)، ومسلم (رقم ١٧٧٣).
(٢) رواه مسلم (رقم ٢٢٧٦).
1 / 21