سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
عباد الله! ولذلك ضرب لنا الرسول- ﷺ والمسلمون من بعده مثلًا أعلى في الوفاء بالعهود، استجابة لأمر الله ولأمر رسوله ﷺ.
العنصر الثاني: موقف اليهود من رسول الله ﷺ عندما وصل إلى المدينة
عباد الله! اليهود شعب مجرم لا يحب إلا نفسه، ولا يعرف إلا مصالحه؛ يعيش على حساب خراب بيوت الآخرين، دائمًا يُشعلون نار الحرب بين القبائل قديمًا وبين الدول حديثًا.
واليهود في المدينة هم الذين كانوا يشعلون نار الحرب بين الأوس والخزرج، فلما جاء النبي ﷺ إلى المدينة بالإِسلام، عرفوا وأيقنوا أن هذا الدين الجديد يقضي على مصالحهم الخبيثة، فنظروا إلى الرسول- ﷺ والإِسلام نظرة حقد وحسد وبغض ولكنهم لم يستطيعوا أن يظهروا ذلك في أول الأمر.
ويظهر لنا ذلك من قصة إسلام عبد الله بن سلام عندما أرسل النبي ﷺ إلى اليهود فجاءوا فقال لهم رسول الله- ﷺ: "يا معشر اليهود؛ ويلكم اتقوا الله وأسلموا، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد علمتم أني رسول الله حقًا، وأني قد جئتكم بالحق من عنده"
فقالوا: ما نعلمه -وهذا يدل على ما في قلوبهم- علمًا أنهم يعرفون رسول الله- ﷺ حقًا كما يعرفون أبناءهم.
وعندما قال لهم: "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟
قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم.
وعندما قال لهم عبد الله بن سلام: يا معشر اليهود! اتقو الله فوالله الذي
1 / 278