سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
فعادوا، وقدم الرسول ﷺ وقد دخلوا بيوتهم، فبصر به يهودي فناداهم بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جَدُّكم الذي تنتظرون، فخرجوا فاستقبلوه وكان فرحتهم به غامرة فقد حملوا أسلحتهم وتقدموا نحو ظاهر الحرّة فاستقبلوه.
ونزل رسول الله ﷺ في قباء في بني عمرو بن عوف أربع عشرة ليلة وأسس مسجد قباء، ولما عزم رسول الله ﷺ أن يدخل المدينة أرسل إلى زعماء بني النجار، فجاءوا متقلدين سيوفهم وعدد الذين استقبلوه من الأنصار خمس مئة. فأحاطوا بالرسول وبأبي بكر وهما راكبان، ومضى الموكب داخل المدينة.
"وقيل في المدينة: جاء نبي الله، جاء نبي الله ﷺ" وقد صعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان في الطرق ينادون: يا محمَّد يا رسول الله، يا محمَّد يا رسول الله.
قال الصحابي البراء بن عازب ﵁ وهو شاهد عيان "ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ" (١).
عباد الله! أما الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من هجرة النبي ﷺ فهي كثيرة جدًا منها:
أولًا: الدين أغلى عند المسلم من كل شيء، فالرسول ﷺ وأصحابه تركوا ديارهم وأموالهم فداء ونصرة لهذا الدين العظيم، وهذا يظهر من قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا
(١) "السيرة النبوية الصحيحة" أكرم ضياء العمري (ص ٢١٨ - ٢١٩).
1 / 227