سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
قال: يقول عمر من خلفه: كذب، ولكني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم.
قال: وطلح (أي أعيا) فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فاحلف بالله أن لو كنا ثلاث مئة رجلٍ لقد تركناها لكم، أو تركتموها لنا قال: فبينما هم على ذلك؛ إذ أقبل شيخ من قريش -عليه حلة حبرة وقميص موشى- حتى وقف عليهم، فقال: ما شأنكم؟
فقالوا: صبأ عمر! قال: فمه؛ رجل اختار لنفسه أمرًا؛ فماذا تريدون؟! أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا؟! خلوا عن الرجل، قال: فوالله؛ لكأنما ثوبًا كُشط عنه.
قال: فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى (المدينة): يا أبت! من الرجل الذي زجر القوم عنك بـ (مكة) يوم أسلمت وهم يقاتلونك؟
قال: ذاك أي بني! العاص بن وائل السهمي (١).
قال ابن عباس ﵄: "أول من جهر بالإِسلام عمر بن الخطاب" (٢)، أسلم عمر وانتشر الخبر وازداد الكفار همًا وغمًا، وازداد المسلمون فرحًا وعزة ومنعة بإسلام عمر.
عباد الله! ولم يكتف عمر ﵁ بذلك بل طلب من النبي ﷺ أن يُعلن إسلامه في كل مجلس كان يجلسه في الكفر.
(١) إسناده جيد قوي، انظر "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص ١٩١). (٢) رواه الطبراني، وإسناده حسن، كما في "المجمع" (٩/ ٦٣).
1 / 164