سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام
الناشر
مكتبة الغرباء
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ
مكان النشر
الدار الأثرية
تصانيف
الخطبة الخامسة عشرة
قريش تعود إلى أسلوب الخنق والتضييق والتعذيب مما جعل كثيرًا من المسلمين يهاجرون إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتنة
عباد الله! موعدنا في هذا اليوم إن -شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى ﷺ، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن أسلوب جديد من أساليب الصد عن دين الله، ألا وهو أسلوب الخنق والتضييق والتعذيب والمطاردة، مما جعل كثيرًا من المسلمين في مكة يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتنة.
عباد الله! رسولنا ﷺ في مكة يدعو الناس سرًا وجهرًا، ليلًا ونهارًا إلى عبادة الله ﷿، وإلى عقيدة التوحيد، ويحذرهم من الشرك ومن عبادة الأوثان.
وكفار مكة ينتقلون من أسلوب إلى أسلوب؛ ليصدوا الناس عن دين الله، ويصدوا رسول الله ﷺ عن دعوته الجديدة، ومع ذلك الناس يدخلون في دين الله، ويتبعون رسول الله ﷺ.
عباد الله! بعد ما فشلت قريش في جميع الأساليب، لجأت مرةً أخرى إلى أسلوب الخنق والتضييق والاضطهاد والتعذيب للمسلمين، مما جعلهم يهاجرون إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتن.
تقول أم سلمة ﵂: "لما ضاقت (مكة)، وأوذي أصحاب رسول الله ﷺ وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسول الله ﷺ لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله ﷺ في منعة من قومه ومن عمه، لا يصل إليه شيء مما يكره ومما ينال أصحابه؛ فقال لهم
1 / 138