مواقف في امتناع علماء السلف من غشيان الأمراء والسلاطين
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد: إن أعظم ما يعيب العالم أن يهين علمه وأن يجعله في الوحل، ولا أعظم وحلًا من دخول العالم على السلطان، إن على باب السلطان فتنًا لا يعلمها إلا الله ﷿، وإن العالم لأهون عليه أن يقطع وأن يمزق إربًا إربًا وخير له من أن يأتي باب السلطان، ولذلك ذم النبي ﵊ ذلك، وبين موطن الفتنة في هذا، فقال: (من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن).
وفي رواية: (وما ازداد عبد من سلطان قربًا إلا ازداد من الله بعدًا).
فـ (السلطان والقرآن سيفترقان، فدوروا مع القرآن حيث دار)، لا مع السلطان.
5 / 5