174

المستشرقون لنجيب العقيقي

الناشر

دار المعارف القاهرة

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٩٦٤ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

بتركيا أهدى بعضها إلى مكتبة باريس الوطنية.
آثاره: التشريع الإسلامي في المذاهب: السنية والشيعية والحنفية (باريس ١٨٤٨) وعلاقات فرنسا بالباب العالي. وكان قد باشر كتابًا عن الجزائر حال الموت دون إنجازه.
البارون دي ساسي (١٧٥٨ - ١٨٣٨). Sacy،S.de
ولد في باريس، وفقد أباه، وليس له من العمر إلا سنوات سبع، مخلفًا له أخوين كان هو واسطة عقدهما. وعندما بدأ دروسه في المنزل تثقف بالادبين اللاتيني واليوناني، ثم اختلف إلى آباء القديس مور فلازم الأب بارتارو، وكان يعد مجموعة الأدباء العرب، فحبب إليه العربية، وأخذ يدرسها مع العبرية والفارسية والتركية، وقد أحسن من اللغات الأوربية: اللاتينية والألمانية والإسبانية والإيطالية والإنجليزية. ثم تعرف إلى يهودي مقيم في باريس فزاده تضلعًا من العبرية والعربية فأكب عليهما إكبابًا هزله وأرغمه على الاكتفاء بهما في النهار. وكان العلماء في عصره مشغولين بضبط ترجمات الكتب المقدسة، لاسيما التوراة منها، ومقابلة نصوصها على اللغات الشرقية (١). ومر مستشرق ألماني بباريس لمقابلة التوراة في المكتبة الملكية ولم يجد من يستعين به إلا دي ساسي فألحقه به. وأفاد المترجم من المقابلة، فأعد مصنفًا في السامريين المقيميين بنابلس وكان قد بحثه من قبله من اطلع على العبرية فلم يوفه حقه. ولسعة وقوف دي ساسي على العربية ولتوسع مؤرخي العرب في هذا البحث أكثر من غيرهم، وفق حيث أخفق سواه.
وفي سنة ١٧٧٨ عينه الملك واحدًا من ثمانية أعضاء في جمعية نشر كنوز المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس الوطنية فوضع بحثين في تاريخ قدماء العرب وأصل آدابهم، وحقق أربعة كتب عربية عن فتح اليمن وعلق عليها وحل الكتابات العويصة فيها مع أن هجائيتها لم تكن قد عرفت بعد. ثم وجد نفسه أمام الأيقونات والنقود فدرسها وفك رموزها - وإليه ثم إلى: دي سوسي، وسوره، ولافوا، يعود فضل تحقيقها علميًا - فلما بلغ ٣٢ من عمره كان في طليعة المستشرقين العالميين، ومن أعضاء مجمع الكتابات والآداب (١٧٨٥) فاختاره الملك حافظًا

(١) الفصل الخامس، النهضة الأوربية، ص ١١٤

1 / 179