الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم
الناشر
دار الوراق للنشر والتوزيع
مكان النشر
المكتب الإسلامي.
تصانيف
إلخ ... لعبد الملك بن مروان، وكان حُجَّتُهُ أنَّ هذا الحديث من رواية الزُّهْرِي، وأنَّ الزُّهْرِي كان معاصرًا لعبد الملك بن مروان! ... وقد ناقشت هذا الزعم مناقشة مفصلة في كتابي " السُنَُّة ومكانتها في التشريع الإسلامي": ص ٣٨٥ وما بعدها.
٣ - يحاول المُسْتَشْرِقُونَ أنْ يؤكدوا تعالي العرب الفاتحين عن المسلمين الأعاجم وانتقاصهم من مكانتهم، وفي ذلك يقول المستشرق «بروكلمان» في كتابه " تاريخ الشعوب الإسلامية ": «وإذا كان العرب يؤلفون طبقة الحاكمين، فقد كان الأعاجم من الجهة الثانية هم الرعيَّة أي القطيع! ... وَجَمْعُهَا رَعَايَا كما يدعوهم تشبيه سَامِيٌّ قديم كان مألوفًا حتى عند الآشُورِيِّينَ».
فهذا المستشرق قد أعرض عن جميع الوثائق التاريخية التي تؤكد عدالة الفاتحين المسلمين ومعاملتهم أفراد الشعب على السواء في غير تفرقة بين عربي وغيره، وتعلق بلفظ «الرعية» تعلقًا لغويًّا واستنتج منها أنَّ المسلمين نظروا إلى الأعاجم نظر القطيع من الغنم، ولو رجعنا إلى مادة «رَعَيَ» في
1 / 59