الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم
الناشر
دار الوراق للنشر والتوزيع
مكان النشر
المكتب الإسلامي.
تصانيف
وتشكيكها في قدرتها على تأدية رسالتها، وحملها إلى البشر كلهم.
إننا حين نقرأ التاريخ الذي يتعلَّمه أبناؤنا، ويدرسونه في المدارس والجامعات، نرى - بوضوح - أثر هذه الحملة المسعورة ضد أمَّتنا المسلمة وتاريخها المُشرق، والذي رباهم المُسْتَشْرِقُونَ، وأرضعوهم من ألبانها، ونفثوا السموم في عقولهم حتى أصبحوا أدوات طَيِّعَةً في أيدي أسيادهم، يقولون بألسنتهم ما يشاءون، ويُنَفِّذون عن طريقهم كل ما يحلو لهم، ويمليه عليهم حقدهم الدفين.
ولنأخذ مثلًا على ذلك فترة الحُكم العثماني للوطن العربي، فنجد فيما يُحكَى عن هذه الفترة العجب العُجاب، فليس الأتراك المسلمون في نظر هؤلاء إلاَّ مُستعمرين لبلادنا مُمْتَصِّينَ لخيراتنا، وليست رابطة العقيدة التي حملوا لواءها إلاَّ قِناعًا، نَفَّذُوا من خلاله مآربهم وأطماعهم الاستعمارية.
وقد صوَّر لنا هؤلاء الحضارة الإسلامية تصويرًا كاذبًا مباينًا للواقع كل التباين، وما ذلك إلاَّ
1 / 6