الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
من أجل ذلك كله وجد المسلمون أنه من الواجب عليهم جمع سنة المصطفى ﷺ بهذا الشكل الذي بين أيدينا وحفظها وحمايتها والدفاع عنها.
٤ – أن النبي ﷺ أمر بعض الصحابة بكتابة الحديث، حتى يكون لهم مرجعًا آخر بعد القرآن في المستقبل، وهذا ما قاله أبو هريرة ﵁: "ما من أصحاب النبي ﷺ أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب" (١) .
ثم لا بد من ذكر الأسباب الحقيقية لوضع الأحاديث وهي بإيجاز:
١ – الخلافات السياسية: وذلك من أجل أن يثبت كل فريق أحقيته بالخلافة وأفضليته بالاتباع، وكان من أكثر الذين وضعوا الأحاديث هم الرافضة، حتى سئل الإمام مالك عنهم فقال: "لا تكلموهم، ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون" (٢) وقال الشافعي: "ما رأيت في أهل الأهواء قومًا أشهد بالزور من الرافضة" (٣) .
ويكفي ما قال عنهم الخليلي في الإرشاد: "وضعت الرافضة في فضائل علي وأهل بيته ثلاثمائة ألف حديث"، ومن أشهر الأحاديث الموضوعة حديث الوصية في غدير خم، والذي يروي فيه الرافضة أن الرسول ﷺ أخذ بيد علي بعد رجوعه من حجة الوداع وقال للصحابة: "هذا وصيي وأخي والخليفة من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا" وقد كذّب أهل السنة هذا الحديث وعدّوه في الموضوعات.
_________
(١) صحيح البخاري، برقم ١١٣، ص٢٤-٢٥.
(٢) الوضع في الحديث، عمر بن حسن فلاتة ١/٢٤٦.
(٣) المرجع السابق.
1 / 77