الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
د – زعمهم أن الأحاديث النبوية هي نتيجة التطور الديني
يقول جولد تسيهر: "إن القسم الأكبر من الحديث ليس صحيحًا ما يقال من أنه وثيقة للإسلام في عهده الأول عهد الطفولة، ولكنه أثر من آثار جهود الإسلام في عهد النضوج" (١) .
ويقول بروكلمان: "كان محمد ﷺ وأصحابه يصلون مرتين في اليوم في مكة، أو ثلاث مرات في المدينة كاليهود، ثم جعلت الطقوس المتأخرة المتأثرة بالفرس عدد الصلوات في اليوم خمسًا" (٢) .
ويقول أيضًا: "القسم الأعظم من الحديث المتصل بسنة الرسول لم ينشأ إلا بعد قرنين من ظهور الإسلام، ومن هنا تعين اصطناعه مصدرًا لعقيدة النبي نفسه"
ويقول برنارد لويس: "لقد استحدثت طرق جديدة في الحياة مع مرور الزمن وتوسع البلاد الإسلامية، وظهرت حاجات أدت إلى أوضاع غريبة تمامًا على الحياة البسيطة والفكر الذي كان سائدًا في عصر الصحابة – وبالإضافة إلى ذلك فإن الأحداث الغريبة والتأثيرات الأجنبية التي كان لا بد من استيعابها وهضمها كان لا بد أن تحدث خللًا في التمسك بالمفهوم الجامد للسنة على أنها المعيار الوحيد للصدق والعدل" (٣) .
إن هذا الكلام فيه كثير من اللغط والافتراء، لأن وفاة الرسول ﷺ لم تكن
_________
(١) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، مصطفى السباعي، ص١٩٠.
(٢) تاريخ الشعوب الإسلامية، ص٧٣.
(٣) الاستشراق والاتجاهات الفكرية، مازن مطبقاني، ص١٥٦.
1 / 59