البلاغة العمرية
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠١٤ م
تصانيف
أَوْ قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ مَاتَ» (١).
وكان عمر يقول بعدها ذاكرًا تلك الخطبة: وَاللهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ (٢).
فجاء أبو بكر - وقد كان حين وفاة النبي ﷺ بِالسُّنْحِ - فكشف عن وجه رسول الله ﷺ فَقَبَّلَهُ، وقال: (بأبي أنتَ وأُمِّي، طِبت حيًَّا ومَيِّتًا، والذي نفسي بيده، لا يُذيقك اللهُ الموتَتَين أبدًا).
ثُمَّ خرج وقال لعمر وقد سَمِعه يَحلِفُ بالله أنَّ النبي ﷺ لم يمت، فقال: أَيُّهَا الحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ.
ثمَّ وقف في الناس خطيبًا فقال في خطبته المسدَّدة: (أَمَّا بَعْدُ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ﷺ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، قَالَ اللهُ: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]).
_________
(١) رواه ابن ماجه في السنن (١٦٢٧) وأحمد في المسند (١٣٠٢٨) واللفظ له، وابن أبي شيبة في المصنف (٣٨١٩١) وعبد بن حميد كما في المنتخب من مسنده (١١٦١) وابن حبان في صحيحه (٦٦٢٠).
(٢) رواه البخاري في صحيحه (٣٦٦٧) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٢٤٣٨) والبيهقي في السنن الكبرى (١٦٥٣٦) والاعتقاد: ص٣٤٦.
1 / 32