============================================================
يروا من السعادة ما رأوا في أيامك وإضافة إلى ذلك، فقد أنعم على مهنا قرية دومة، من أعمال دمشق، على أن تكون له ولأولاده من بعده(1).
لكن السلطان، على الرغم من اعتماده سياسة الترغيب لاستمالة العربان، لم يتردد في استعمال الشدة ضدهم في حال تعرضهم لأمن الدولة ومصالحها؛ ففي سنة 1337/737، أمر السلطان نائبيه في دمشق وحلب بمصادرة أخباز آل فضل واخراج اقطاعاتهم لأمراء الشام، وذلك بسبب تعرضهم لقوافل التجار والمسافرين(2). لكن العربان، الذين كانوا يعرفون كيف يبتزون السلطان لؤحوا له بأنهم سيخرجون عن طاعته ويلجأون إلى بلاد التتار، مما أجهر السلطان على إعادة ما أخذ من اقطاعاتهم على الرغم من تمني نائب الشام على الناصر محمد عدم اللجوء إلى مثل هذا القرار باعتبار أن أكثر اخباز العرب قد أنعم بها على آمراء شاميين مجردين في بلاد سيس، وأنه ش، حال اطلاعهم على ماجرى، من انعكاسات سلبية على همتهم واندفاعهم في مواجهة الأرمن، لكن السلطان دفع نائب دمشق بقوله (2) : وارجع بهم على اقطاعاتهم، ونحن نعوض الأمراء ونرضيهم".
وحرص اليوسفي على اطلاعنا على جانب من التقاليد العربية في ذلك الحين، قلما نجدها عند معاصريه من المؤرخين، حيث أشار إلى أن نسوة العربان المشاركات في مأتم أمير العرب مهنا، قد جثن بدسوت ملوءة بالدبس وأخذن يلطخن وجوههن بالدبس والرماد تعبيرا عن حزنهن الشديد، إضافة الى وصفه للمأدب التي أقامها أولاده في عزائه في غياب قراءة القرآن والمواعيد والوعاظ على عكس ما كان يقام في المدن في المناسبات المماثلة(4) .
(1) المخطوط : هظ ويشير الجزري الى أن قرية دومة لم تقطع لاحد قبل مهنا كما يشير إلى ان السلطان قد أنعم على مهنا، إضافة الى دومة قريتين أخريين إحداهما بسلمية والأخرى بالرحبة. الجزري، حوادث الزمان: 348- 349.
(2) المخطوط: 133ظ -134و.
(4) المصدر نفسه: 101ظ (3) المخطوط: 160و- 160ظ
صفحة ٩٠