وأعمالها، والحيط وبلاده - ويقصد به جبل الشوف أو بلاد الدروز - واسكندرونة وإقليمها - وهي حصن اسكانداليون الواقع على ساحل البحر بين مدينة صور ورأس الناقورة - وتشمل أسماء مدن وقرى وضياع كثيرة في فلسطين، لم تذكر في الهدن الأخرى بين المسلمين والفرنج (١)، وخبر حيلة الملك الصالح إسماعيل مع البعلبكيّين ودخولهم دمشق في سنة ٦٤٠ هـ. / ١٢٤٢ م (٢). وخبر الغلاء العظيم والفناء الذي شهدته مصر، ومعايشة المؤلّف للمجاعة الهائلة والفظاعات التي جرت في سنة ٦٩٤ هـ. / ١٢٩٥ م. ومشاهدته عيانا لإحدى النساء وهي تأكل من لحم زوجها بعد أن صرعته وقامت بشيّه (٣). وقد ذكر «ابن أيبك الدواداري» (٤) ما يشبه هذا الخبر من مشاهداته الشخصيّة أيضا، وهو يعزّز ويؤيّد صدق رواية المؤلّف «العبّاسي الصفدي»، الذي يضيف إلى معلوماتنا جديدا عن عرب الصعيد وما غنمه عسكر السلطان الناصر محمد بن قلاوون من خيولهم وجمالهم في أواخر سنة ٧٠١ هـ (٥). / ١٣٠١ م. وينفرد بوصف مدينة ملطية بعد فتح عساكر المماليك لها في سنة ٧١٥ هـ (٦). / ١٣١٥ م.
وأضاف بعض المعلومات عن حادثة السيل الذي طغى على بعلبكّ في سنة ٧١٧ هـ. / ١٣١٧ م (٧). علما بأنّ هذا الحادث لم يرد في المخطوطتين الباريسيّتين، وانفردت به نسخة المتحف البريطاني التي بين أيدينا.
لغة الكتاب
ممّا يثير التساؤل أنّ المخطوط الذي نحقّقه مليء بالأغلاط والأخطاء اللغويّة والنّحويّة، وهذا يتعارض مع كون المؤلّف أديبا وكاتبا وشاعرا، وله موقعه في ديوان المملكة، ويزداد تساؤلنا وحيرتنا إذا قارنّا لغة هذا الكتاب «نزهة المالك» بكتاب «آثار الأول» وهو للمؤلّف نفسه، حيث نلمس فارقا واضحا بين لغة الإثنين، فكتاب «الآثار» كتب بلغة سليمة ومتينة لا تشوبها شائبة، بعكس كتابنا هذا «النزهة» الذي وردت فيه أغلاط كثيرة، وخاصّة عند كتابة السنوات والأعداد التي تأتي بالعشرات أو المئات، مثل قوله: سنة ستّ عشر، وسبعة وعشرون سنة، وكان الجميع ما يتي ألف
_________
(١) نزهة المالك ٤٦ ب - ٤٧ ب.
(٢) نزهة المالك ٤٨ ب.
(٣) نزهة المالك ٥٧ أ.
(٤) الدرّة الزكية - ص ٣٦٣ - ٣٦٥.
(٥) نزهة المالك - ورقة ٦٠ ب، ٦١ أ.
(٦) نزهة المالك - ورقة ٧٩ أ.
(٧) نزهة المالك - ورقة ٨٨ ب - ٩٠ أ.
1 / 13