66

نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك

محقق

عمر عبد السلام تدمري

الناشر

المكتبة العصرية للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وقد قضيت ذلك، وأنا أريد الرجوع إلى بلادي، فهل لك أن تتبعني إلى بلادي، ولك عليّ عهد الله وميثاقه أن أدفع لك ديتين، لأنّ الله ﷿ أحياني بك مرّتين. فقال له عمرو (١): وأين بلادك؟ قال: مصر، في مدينة يقال لها الإسكندرية. فقال عمرو: لم أعرفها ولم أدخلها قطّ. فقال له الشمّاس: لو دخلتها لعلمت أنّك لم تدخل قطّ مثلها. فقال عمرو (٢): وتفي لي بما تقول وعليك بذلك العهد والميثاق. فقال له الشمّاس: نعم عليّ عهد الله وميثاقه أن أفي لك بما أقول، وأن أردّك إلى أصحابك. فقال عمرو: وكم يكون مكثي في ذلك؟ قال: شهر (٣). تنطلق معي ذاهبا عشرا (٤)، وتقيم عندنا عشرا، وترجع في عشر، وأن أحفظك (٥) ذاهبا، وأبعث معك من يحفظك راجعا. فقال له عمرو: أنظرني حتى أشاور أصحابي في ذلك. فانطلق عمرو إلى أصحابه فأخبرهم بما عهد (٦) عليه الشمّاس، وقال: تقيموا حتى أرجع (٧) إليكم، ولكم عليّ العهد أن أعطيكم شطر ذلك، على أن يصحبني رجل منكم آنس به (مع الشمّاس إلى مصر) (٨) فقالوا: نعم. وبعثوا معه رجلا منهم. فانطلق عمرو وصاحبه مع الشمّاس إلى مصر حتى أتوا إلى ثغر الإسكندرية، فرأى عمرو عمارتها وكثرة خيراتها وأهلها وما بها من الأموال والخيرات ما أعجبه. فقال: [ما رأيت] (٩) مثل مصر أبدا وكثرة ما فيها من الأموال.

(١) في الأصل: «عمروا». (٢) في الأصل: «عمروا». (٣) الصواب: «شهرا». (٤) في فتوح مصر ١/ ١٢٩ «عشر أيام». (٥) في فتوح مصر ١/ ١٢٩ «ولك عليّ أن أحفظك». (٦) في الأصل «بما عهدا»، وفي فتوح مصر ١/ ١٢٩ «بما عهده» وهو الصواب. (٧) في فتوح مصر ١/ ١٢٩ «تقيموا عليّ حتى أرجع». (٨) ما بين القوسين ليس في فتوح مصر. (٩) إضافة للضرورة من فتوح مصر ١/ ١٢٩.

1 / 72