نزهة المجالس ومنتخب النفائس
الناشر
المطبعه الكاستلية
مكان النشر
مصر
هـ ﷾ سحابة على قدر داره فأمطرت عليه ثلاثة أيام جرادًا من ذهب فقال له جبريل هل شبعت قال ومن يشبع من فضل الله ثم صحح أن مدة بلائه ثماني عشرة قال الرازي في سورة الأنبياء قال النبي ﷺ إن أيوب بقي في بلائه ثماني عشرة سنة ثم ذكر أن إبليس صاح من صبر أيوب فاجتمع عليه الشياطين فقالوا مالك قال أعياني صبر أيوب فقالوا أين مكرك الذي أهلكت به من مضى فقال ذهب كله في أيوب فقالوا كيف أخرجت آدم من الجنة قال بسبب زوجته حواء فقالوا خذ أيوب من قبل زوجته فقال لها قولي لأيوب يذبح هذه السخلة ولا يسمي الله تعالى عليها فيبرأ فجاءته فقالت يا أيوب اذبح هذه السخلة كما قال لها إبليس فقال كم مكثنا في الرخاء والنعمة قالت ثمانين سنة فقال ما أنصفت ربك حتى نصبر ثمانين سنة كما كنا في الرخاء ولئن شفاني الله تعالى لأجلدنك مائة جلدة والله أعلم ... حكاية: كتب النبي ﷺ إلى معاذ ﵁ لما مات ولده سلام الله عليك فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو أمل بعد فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقني وإياك الشكر ثم إن أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله المستودعة وعواريه المستردة يمتع الله بها إلى أجل معدود ويقبضها لوقت معلوم ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى وكان ابنك هذا من مواهب الله تعالى المستودعة وعواريه المستردة متعك الله به في غبطة وصور وقبضه بأجر كثير إن صبرت واحتسبت ... حكاية: قال أبو الدرداء ﵁ مات ولد لسلمان ﵇ فحزن عليه حزنا شديدا فأتاه ملكان فجلسا بين يديه في زي خصوم فقال أحدهما أني بذرت بذرا فمر به هذا فأفسده فسأله سلمان عن ذلك فقال أنه بذرة على الطريق ولابد من السولك فقال له كيف بذرت على الطريق وقد علمت أنه لابد للناس من طريق فقال يا نبيط الله كيف تحزن على ولدك أما علمت أن الموت طريق إلى الآخرة ... مسألة: يحرم أن يبنى في الطريق أو يغرس شجرة أو يحفر بئرا بطريق ضيق يضر المارة فإن لم يضر أذن الحاكم أو لم يأذن فلا ضمان كذلك إن حفر لمصلحة عامة أو لمصلحة خاصة ضمن إلا أن يأذن الإمام وإن طرح في الطريق قمامات أو قشور بطيخ ضمن إن لم يقصد الماشي وطئها وإن رش الماء فوق العادة ولو لمصلحة عامة كدفع غبار ضمن فإن كان قدر العادة فلا إلا إذا رش لمصلحة نفسه ولا يدفع الذمى من الإنتفاع بالطريق ولو ربط دابة بطريق ولو واسعا ضمن إتلافها ولو ببولها وروثها على المعتمد خلافا لما في المنهاج قال النيسابوري رحمه الله تعالى ذكر الله المصيبة في القرآن منكرة لتشمل كل حضرة كما روى أن سراج النبي ﷺ انطفأ فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقيل يا رسول الله أمصيبة قال نعم كل شيء سيؤذي المؤمن فهو مصيبة ومعنى قوله تعالى إنا لله رضا بقضاء الله وإنا إليه راجعون إيمان بقدر ولو علمها يعقوب ﵇ لما قال يا أسفا على يوسف وعن النبي ﷺ ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من ظلل الكرامة يوم القيامة رواه ابن ماجه ... مسئلة: تستحب التعزية قبل الدفن وبعده وهو أفضل إلى ثلاثة أيام فإن كان صاحب المصيبة غائبا فمتى يحضر
1 / 74