الجوزي أو غيرهما، نجده يستشهد في سياق الخبر أو الترجمة بأقوالهم بعبارة: قال شمس الدين ابن خلكان أو ذكر أبو المظفر ابن الجوزي وهكذا.
وهذا الكلام يسوقنا الى الحديث عن أسلوب ابن دقماق في نقله عن المصادر، وهو أسلوب تنوع فيه في النقل عن المصادر ما بين النقل الحرفي أو التلخيص بعبارة الأصل أو بعبارته أو التداخل في النقل بين المصادر المختلفة المعنية بالحدث أو الشخصية المترجم لها في موضوع واحد، مما يعرف بالجمع التأليفي، ثم إنه في أغلب الأحيان لا يشير الى مصادر النقل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فيترك للمحقق المتفحص عناء اكتشاف ذلك بنفسه.
ونظرا لكثرة الأمثلة على ذلك، فإننا سوف نذكر بعضا منها لنشير الى أسلوب المؤلف وطريقة نقله عن المصادر المختلفة وهي تقسم الى نوعين هما:
اولا - المصادر التي أخذ عنها ابن دقماق أو أشار اليها بطريقة غير مباشرة مثال ذلك في ترجمته لشهاب الدين ابن الشواء. لقد نقل ابن دقماق ترجمته عن ابن خلكان، ولم يشر بصراحة الى ذلك، بل اكتفى بذكره حين أشار الى ذكر له في آخر الترجمة بعبارة: «فمن نظمه ما ذكره الشيخ شمس الدين ابن خلكان» (١).
وكذلك في ذكره لترجمة عبد العزيز المصري رئيس الأطباء بمصر، فإنه أيضا نقل ترجمته حرفيا عن صلاح الدين الصفدي من دون أن يشير الى ذلك مباشرة بل اكتفى بعبارة: قال صلاح الدين الصفدي (٢). وأيضا بالنسبة لذكر الواقعة التي جرت بين الخوارزمية والفرنج في سنة ٦٤٢ هـ / ١٢٤٤ م، فإن ابن دقماق ينقل بتصرف هذا الخبر عن ابن الجوزي، ويكتفي فقط بذكر عبارة له قالها ابن الجوزي يوم كان بالقدس في سياق تلك الفترة الزمنية (٣).
ومثال آخر عن ترجمة الشيخ تاج الدين ابن حموية، حيث نجد أن ابن دقماق ينقل ترجمته بتصرف عن ابن الجوزي ويشير فقط الى عبارة له في سياق الترجمة كان فيها ابن الجوزي ملازما للمترجم له ويعرفه عن قرب (٤).
_________
(١) أنظر المخطوط الورقة (٣١ أ).
(٢) أنظر المخطوط الورقة (٣٣ ب).
(٣) أنظر المخطوط الورقة (٥٧ ب).
(٤) أنظر المخطوط الورقة (٦٠ أ).
1 / 30