الفقلت لهم: (ما يحتاج أن يتعب نفسه في الدرج، قد نزل اليكم من قرب) رفعوه بينهم حطاما وانحرفوا ووأما قتلة الكبار من التجار وغيرهم، فلا يحصى لهم عدد.
وومن غرائب هذا الباب ما أخبرني به عدل(70) من العدول بدمشق، قال: كان بهذه المدينة قاض من جلة القضاة وأكابز الأعيان، ولي القضاء ابماة ثم عزل من غير جرحة(71) وبقي بحشمته ورياسته، وقد سماه لي ووهو مشهور الاسم عظيم الذكر، إلا أني آثرت ترك تسميته في هذا الموضمع.
(قال): ففرض له أنه سافر إلى حلب في بعض أغراضه في أيام الملك الظاهر.
(قال) فأقبل عليه الملك الظاهر واكرم مثواه وهم بتوليته القضاء بحلب فاتفق ذلك الحال أنه اشترى مملوكا تركيا بستة آلاف درهم ناصرية، وقد كان له عدة مماليك غيره. فدخل ذات يوم. الحمام ومعه مماليكه فخليت له اخلوة، كما جرت عادة أمثاله من الرؤساء، فدخلها ولم يكن للخلوة باب، لفصبت عليه ستارة وأقام بها وصرف مماليكه وخلا بالمملوك المشترى.
فاتقفق، لما أراد الله تعالى من القضاء والقدر، أن استدعى المملوك وجرده جرد هو أيضا حتى لم يبق عليهما شيء. وقد كان المملوك غسل رأس وجسده بالخطمية(72)، وهو في الأصالة ناعم الجسم، وزادته الخطمية اننومة فبقي كالزيبق، ورخام الحمام ناعم، وهو منصوب إلى خارج الضرورة خروج الماء منه . فمد الغلام وجعل رأسه مما يلي الستر، ليكون ارى أحدأ إن هم بالدخول، فيتنحنح ويوهمه أنه متكشف للطهور. ثم
صفحة ١٨٦