58

نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

محقق

محمد عبد الكريم كاظم الراضي

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

الْحق. وَأَصله من أفكت الرجل، إِذا صرفته عَن رَأْي كَانَ عَلَيْهِ، وَمِنْه قيل لمدائن قوم لوط: " الْمُؤْتَفِكَات " لانقلابها. قَالَ الشَّاعِر:
(إِن تَكُ عَن أحسن الصنيعة مأفوكا ... فَفِي آخَرين قد أفكوا)
وَقَالَ ابْن فَارس: كل أَمر صرف عَن وَجهه فقد أفك. وأفك الرجل إِذا كذب إفكا وأفكته عَن الشَّيْء صرفته عَنهُ أفكا. والمأفوك الضَّعِيف الرَّأْي وائتفكت الْبَلدة بِأَهْلِهَا انقلبت (والمؤتفكات الرِّيَاح تخْتَلف مهابها. وَيَقُولُونَ إِذا كثرت الْمُؤْتَفِكَات زكتْ الأَرْض.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة): وَيُقَال: أفكت الأَرْض (١٦ / ب) إِذا لم يصبهَا مطر وَصرف عَنْهَا فَلَا نَبَات بهَا وَلَا خير.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِفْك فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه:
أَحدهَا: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: ﴿فسيقولون هَذَا إفْك قديم﴾، وفيهَا: ﴿وَذَلِكَ إفكهم﴾ .
وَالثَّانِي: الصّرْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: " أجئتنا لتأفكنا

1 / 138