نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

ابن الجوزي ت. 597 هجري
58

نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

محقق

محمد عبد الكريم كاظم الراضي

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

الْحق. وَأَصله من أفكت الرجل، إِذا صرفته عَن رَأْي كَانَ عَلَيْهِ، وَمِنْه قيل لمدائن قوم لوط: " الْمُؤْتَفِكَات " لانقلابها. قَالَ الشَّاعِر: (إِن تَكُ عَن أحسن الصنيعة مأفوكا ... فَفِي آخَرين قد أفكوا) وَقَالَ ابْن فَارس: كل أَمر صرف عَن وَجهه فقد أفك. وأفك الرجل إِذا كذب إفكا وأفكته عَن الشَّيْء صرفته عَنهُ أفكا. والمأفوك الضَّعِيف الرَّأْي وائتفكت الْبَلدة بِأَهْلِهَا انقلبت (والمؤتفكات الرِّيَاح تخْتَلف مهابها. وَيَقُولُونَ إِذا كثرت الْمُؤْتَفِكَات زكتْ الأَرْض. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة): وَيُقَال: أفكت الأَرْض (١٦ / ب) إِذا لم يصبهَا مطر وَصرف عَنْهَا فَلَا نَبَات بهَا وَلَا خير. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِفْك فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: أَحدهَا: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: ﴿فسيقولون هَذَا إفْك قديم﴾، وفيهَا: ﴿وَذَلِكَ إفكهم﴾ . وَالثَّانِي: الصّرْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: " أجئتنا لتأفكنا

1 / 138