320

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

الناشر

دار العباد

مكان النشر

بيروت

تصانيف

تجاوب أًداء القرون بصدره ... ولله أبقى للذي هو ذاخره
مليك حكاه المزن بشرى ونقمة ... عزيز على كر الدهور نظائره
ولا غرو فهو التالد الطارف الذي ... غذته نمير المجد طفلًا حرائره
تجشم ما لم يحتمله مملك ... وشب وشابت بالكفاح غدائره
وأصبح موفور الجلال معظمًا ... ترجى جوازيه وتخشى بوادره
إذا ارتجلت فصل الخطاب شباته ... حسبت ارتجاس الرعد ما هو ثائره
بهت إذًا لو كنت شاهد عبرة ... تحدرها خوف الإله محاجره
حمته عن الأدناس والرجس والخنا ... خلائق تقواه وطابت عناصره
له فطر ضن الزمان بمثلها ... فجاءت كإعجاز به جل فاطره
يباهي بها في الله دون تكبر ... ويصلى بها ذات الوقود مكابره
فلله عينًا من رآه فشاقه ... ورح سليبًا نستبيه معاشره
تشع به آفاقنا وقلوبنا ... سرورًا ويغدو بالسعادة طائره
يصافحه الغرب المدل مقدرًا ... وتغبطه أحزابه وأباطره
وترقب فيه الشمس مطلع شمسه ... إذا اتخذت أشياعه ومصادره
وما الشمس هذا الضوء إلا تواضع ... ولكنه العز المخلد قاهره
بعيد مناط الهم تندق دونه ... رقاب أعاديه وتقسو جرائره
وقور حليم فاتك متعبد ... موارده محمودة ومصادره
وتزداد إيمانًا وحبًا وطاعة ... إذا ابتعثته للحديث خواطره
تألى يمينًا في الجزيرة برة ... فوفى بها والبر أوشك سائره
لتغدو على رغم العوائق وحدة ... بحول الذي أصفاه ما هو قادره
ولن يخلف الله المهيمن وعده ... لمستخلق نارت لديه بصائره
ومها أطلت الوصف فيه فإنني ... على العجز مضطر وإن هو غافره
فهل من عذير حين يرتج مقولي ... قصورًا ولما يبلغ الشوط شاكره
أجل إِن ملكًا ذلكم بعض شأنه ... لأجدر أن لا يلح بالعجز شاعره
فلا زال للإسلام سعد سعوده ... وتسمو به أرجاؤه وعشائره
وأضفى عليه الله سابغ نصره ... ومكنه فيما تكن سرائره
وأبقاه ذخرًا للعروبة كافلا ... وأبناءه ما طاف بالبيت زائره
شعر
محمد رضى الخطيب
ومما مدح به الملك عبد العزيز أيده بنصره قصيدة ألقاها الشاعر العراقي محمد رضى الخطيب أمام جلالته في منى سنة ١٣٥٤هـ:
أرى العرب قد ألقت إليك قيادها ... وأعطتك عفوًا قلبها وفؤادها
بمغناك في الدنيا يطيب معاشها ... وباسمك في الأخرى تلاقي معادها
رأت فيك من يستدفع الضيم باسمه ... وتعطى بحمد الله فيك مرادها
فتحمي نواحيها وتجمع شملها ... وتمنع عنها بالأذى من أرادها
لقد وجدت فيك الجزيرة سيدًا ... علاها على رغم الأُنوف وسادها
وكانت مواتًا قبل ذاك وإنما ... أَبو فيصل نحو الحياة أعادها
ليجعل فيها الأمن والعدل ظاهرًا ... ويمحو بآيات الصلاح فسادها
أخو همة لم يبق في الناس بدعة ... تخافه إلا إلى الدين قادها
أتى للورى نورًا من الحق مشرقًا ... لتبصر من بعد الضلال رشادها
لئن أجدبت فالكف منه كفيلة ... تقوم مقام الغيث إن هو جادها
لقد محض الإِسلام نية ناصح ... كما محضته كل نفس ودادها
دعوت فلباك الحجيج ملبيًا ... من الأرض يطوي بحرها ووهادها
ولو لم تكن أرض الحجاز منيعة ... بحكمك ما استرعيت منها بلادها
قطعت إِليك الفج والشوق رائدي ... ونار الجوى أورت بقلبي زنادها
ولما بدت من أرض نجد نفودها ... وقد قاربت نفس المشوق نفادها
تعللت في لقياك عن كل مأرب ... ونفسي من ذكراك صيرت زادها
وحين تراءت للحجاز هضابه ... وقد سلب الشوق العيون رقادها
فقلت لهل قري فقد قرب الحمى ... وقاربت مولى يعرب وجوادها
وباتت تناجي الفرقدين مناعة ... مبانٍ لك الرحمن بالعز شادها
تسير وما زلت بك الرجل مرة ... وأوتيت في كل الأمور سدادها
عقدت على الشبل الكريم ولاية ... لعقدك قد شاء الإِله انعقادها
ولاية حق عزز الله قدرها ... وشد على حقو السعود نجادها

1 / 320