النور الوقاد على علم الرشاد لمحمد الرقيشي
تصانيف
المسألة الخامسة عشر : في جبر الإمام الرعية على الجهاد فقيل ليس له جبر الرعية على الجهاد مطلقا وذلك لأنهم مأمونون على دينهم ومخاطبون بما يلزمهم وهم الأمناء عليه ديانة والله هو الرقيب عليهم وإنما هو حق لله لا من حق الإمام وقيل يجوز له جبر الشارة دون الرعية إذا كان الجهاد لازما وقيل يجوز جبر الشارة والرعية إذا رجى الإمام بجبرهم إغاثة الملهوف وإعانة الإسلام وحماية المصر وقيل بجواز الجبر في الدفاع إذا كانوا كنصف العدو عددا وعدة وقيل بجوازه إذا كانوا منصف العدو وقد آمنوا من بعضهم بعض الغدر والخيانة والطمع والرشوة ولعل هذا لا يوجد في غير أهل الولاية وقيل بجواز الجبر في الدفاع لأن الجهاد فيه فريضة وتارك الفرض يجبر فعله وقيل بجواز الجبر إذا كان في المصر ولا يلزم الناس الخروج إلى مصر غيره وقيل إذا كان في الشارة والعسكر كفاية لم يجز له جبر الرعية وأن لم تكن بهم كفاية جاز له حبر الرعية لوجوب نصرة الإمام وكل هذه الأقوال عن المسلمين والله أعلم .
صفحة ١٥٥