نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
44

نور الاقتباس في وصية النبي لابن عباس - ت العجمي ط البشائر

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

وقوله ﷺ: "وإذا استعنت فاستعن بالله" لما أمر ﵇ بحفظ الله والتعرف إِلَيْهِ في الرخا، وذلك هو العبادة حقيقة ثم أرشد إِلَى سؤال الله وحده ودعائه و"الدعاء هو العبادة" كما في حديث النعمان بن بشير عن النبي ﷺ ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠]. خرَّجه أهل السنن الأربعة (١). أرشد بعد ذلك إِلَى الاستعانة بالله وحده وهذا منتزع من قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] وهي كلمة عظيمة جامعة يقال: إن سر الكتب الإلهية كلها ترجع إليها وتدور عليها. وفي استعانة الله وحده فائدتان: إحداهما: أن العبد عاجز عن الاستقلال بنفسه في عمل الطاعات. والثانية: أنَّه لا معين له عَلَى مصالح دينه ودنياه إلا الله ﷿، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله الله فهو المخذول. وفي الحديث الصحيح عن النبي ﷺ: "احرص عَلَى ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز" (٢). وكان ﷺ يقول في خطبته ويعلم أصحابه أن يقولوا: "الحمد لله نستعينه ونستهديه" (٣).

(١) أخرجه أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٣٣٧٢)، والنسائي في "الكبرى" برقم (١١٤٦٤) وابن ماجه (٣٨٢٨). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (٢) أخرجه مسلم (٢٦٦٤). (٣) أخرجه الشافعي في "المسند" بترتيب السندي (ص/ ١٤٧/ ١). قال الشيخ=

3 / 133