ومما ينبغي الإشارة إليه ما قام به المؤلف وما يقوم به إلى الآن من أعمال خيرية عامة من أوقاف ومحاسن ومساجد لمس نفعها وبركتها الناس من مختلف أنحاء البلاد اليمنية فأماكن كثيرة بنى فيها إما مسجدا أو مدرسة لتعليم القرآن العظيم والعلوم الشرعية، أو منهلا أو بركة ماء وذلك إما اسهاما منه أو مشاركا، وإما دالا عليه ومرغبا ومحفزا، وشعاب اليمن وأوديتها تشهد له بما قد صنع فيها من محاسن وأوقاف يستفيد منها الإنسان والحيوان والطير والنبات من دون حب منه للشهرة أو الإعلان أو قص شريط إيذانا بالافتتاح أو غير ذلك من أعمال أهل الدنيا، الذي هم بعكس من عناهم الله تعالى بقوله: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} وإنما يقول إذا دخل قرية أو رأى جبلا أو واديا: استودعت هذه البقاع شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
وناهيك عن عظيم سجاياه وكريم أخلاقة ولين جانبه حتى أن الطفل والشاب والشيخ والمرأة كلهم يأنس ويثق به، ويعتقد ويلتمس الدعاء منه، فهو ينادم الطفل ويلاطفه حتى أنك لترى الأطفال حوله حلقا حلقا، وهو لا يقصر في تعليمهم وتحفيظهم للأحاديث النبوية الصغيرة اللفظ السهلة الحفظ والكلمات العلوية، والأبيات الشعرية التي فيها الحكم العلية...
وأيضا فهو يوقر الكبير ويجله حتى لا يريد مفارقته والاستئناس به ولو بالنظر إلى وجهه فهو يذكر من رآه بالله وبالدار الآخرة...
كثير الورع محتاط في جميع أموره وفي فتواه خآصة متأن في الأمور متبصر فيها، ذو نظر ثاقب، عظيم الزهد...
كيف لا ومن رآه وجالسه لا يتمالك نفسه، ولسانه الناطق قائلا: أشهد بأن هذا ولي من أولياء الله وأحبابه.
صفحة ٧