نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فكان من الغافلين؛ لأن القلب يصدأ من المعصية، فإذا ازدادت غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا وختمًا، وقفلًا، فيصير في غشاوة وغلاف (١)، قال الله ﷿: ﴿كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (٢).
١٢ - الذنوب تطفئ غيرة القلب؛ فإنّ أشرف الناس وأعلاهم همّةً أشدّهم غيرةً على نفسه وخاصته، وعموم الناس؛ ولهذا كان النبي ﷺ أغير الخلق على الأمة، والله ﷿ أشد غيرة منه؛ ولهذا قال ﷺ: «أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه، والله أغير مني، من أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله، ولا شخص أحبّ إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث الله المرسلين مُبشّرين ومُنذِرين، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة» (٣).
وعن عائشة ﵂ أن رسول الله ﷺ قال: «يا أُمة محمد ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته يزني، يا أُمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا» (٤).
وعن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله يغار، وإن
_________
(١) انظر: المرجع السابق، ص١٥٣.
(٢) سورة المطففين، الآية: ١٤.
(٣) متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة ﵁: البخاري، كتاب التوحيد، باب قول النبي ﷺ: «لا شخص أغير من الله» ٨/ ٢٢٠،برقم ٧٤١٦، ومسلم، كتاب اللعان،٢/ ١١٣٦،برقم ١٤٩٩.
(٤) البخاري، كتاب النكاح، باب الغيرة، ٦/ ١٩١، برقم ٥٢٢١.
1 / 63