نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الضعفاء والعاجزين، ويتولّد من هذا القسم أنواع أذى النوع الإنساني، والجرأة على الظلم والعدوان.
القسم الرابع: الذنوب البهيمية، وهي الذنوب التي يشبه الإنسان في فعلها البهائم، مثل: الشره، والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج، ومنها يتولّد الزنا، والسرقة، وأكل أموال اليتامى، والبخل، والشحّ، والجبن، والهلع، والجزع، وغير ذلك، وهذا القسم أكثر ذنوب الخلق؛ لعجزهم عن الذنوب الملكية، والسبعية، ومن هذا القسم يدخلون إلى سائر الأقسام، فهو يجرّهم إليها بالزّمام (١).
المطلب السادس: أنواع المعاصي
المعاصي نوعان: كبائر وصغائر، قال الإمام ابن القيم ﵀: «وقد دلّ القرآن، والسنة، وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم، والأئمة على أن من الذنوب كبائر وصغائر» (٢)، قال الله ﷿: ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا﴾ (٣)، وقال ﷿: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ﴾ (٤)، وعن ابن مسعود ﵁ قال: سألت رسول الله ﷺ: أيّ الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك»، قلت: إن ذلك لعظيم. قال قلت: ثم أيُّ؟ قال: «ثم أن تقتل ولدَك مخافةَ أن يَطعمَ معك»، قال: قلت: ثم أيُّ؟ قال: «ثم أن تزاني
_________
(١) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص٢٢٢ - ٢٢٣.
(٢) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص٢٢٣.
(٣) سورة النساء، الآية: ٣١.
(٤) سورة النجم، الآية: ٣٢.
1 / 52