النكت الوفية بما في شرح الألفية

al-Biqaʿi, Burhan al-Din Abu l-Hasan Ibrahim b. ʿUmar ت. 885 هجري
168

النكت الوفية بما في شرح الألفية

محقق

ماهر ياسين الفحل

الناشر

مكتبة الرشد ناشرون

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م

تصانيف

الحديث
الشّيخَ يدفعُ عنِ البخاريِ، ويقررُ على مسلمٍ». قوله: (لا يحتمل مخرجًا) (١)، أي: لا يكونُ له مكانٌ يحتملُ أنْ يخرجَ منهُ، فيمشي بينَ الناسِ، وذلكَ كنايةٌ عن تقبلهِ، والإقبالِ على العملِ بهِ، والإذعانِ له (٢). قوله: (الإسراءُ) (٣) تجوزٌ عنِ المعراجِ؛ فإنَّ الحديثَ المشارَ إليهِ لم تذكرْ فيهِ قصةُ الإسراءِ، وكأنّه ذكره (٤) باعتبارِ معناه اللغوي، وهو مطلقُ السيرِ بالليلِ. قولهُ: (والآفةُ فيهِ من شَرِيكٍ) (٥) قالَ شيخُنا: «الحديثُ (٦) هو عن أنسٍ: «أنّ النّبيّ ﷺ جاءهُ ثلاثةُ نفر قبل أنْ يُوحَى إليه، وهوَ / ٤٧أ / نائمٌ في المسجدِ الحرامِ، فقالَ أولُهم: أيّهم هوَ؟ فقالَ أوسطُهم: هوَ خيرهُم، فقالَ آخرُهم: خذوا خيرَهم، فكانت تلكَ الليلةُ فلم يَرَهم حتى أتوهُ ليلةً أخرى فيما يرى قلبهُ، وتنامُ عينهُ، ولا ينامُ قلبه، وكذلكَ الأنبياءُ تنامُ أعينُهم، ولا تنامُ قلوبُهم، فلم يكلّموهُ حتى احتملوهُ، فَوضعُوهُ عندَ بئرِ زمزم، فتولاهُ منهم جبريلُ، فشقَّ جبريلُ ما بينَ نحرِه إلى لبتهِ (٧)، قالَ: ثمَّ عرجَ بهِ ...» الحديث (٨).

(١) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٣٥. (٢) من قوله: «قوله: لا يحتمل مخرجًا ....» إلى هنا لم يرد في (ك). (٣) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٣٦. (٤) «ذكره» لم ترد في (ف). (٥) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٣٦. (٦) جاء في حاشية (أ): «في آخر البخاري في باب ما جاءَ في قول الله: «وكلم الله موسى تكليما». (٧) زاد بعدها في (ك) و(ف): «حتى». (٨) رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر، أخرجها: البخاري في " صحيحهِ "٤/ ٢٣٢ (٣٥٧٠) و٩/ ١٨٢ (٧٥١٧) وفي " خلق أفعال العباد "، له: ٢٦ و٦٩، ومسلم في " صحيحه " ١/ ١٠٢ (١٦٢) (٢٦٢).

1 / 181