النكت الوفية بما في شرح الألفية
محقق
ماهر ياسين الفحل
الناشر
مكتبة الرشد ناشرون
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م
تصانيف
الحديث
وهذا بعدَ تسليمِ كونِ ذَلِكَ يقعُ للبخاريِّ في كتابهِ " الصحيحِ " يحتاجُ لجوابٍ، لكنْ سألتُ شيخنا عنْ ذَلِكَ فقال: «إنما أشارَ بهِ (١) إلى كتابهِ " التاريخِ "».
وأما قولُ المصنفِ: (وبعضُ الغربِ معَ أبي عليٍّ (٢) فضلوا ذا) (٣) فمبني على ما فهموهُ مِنْ أَنَّ عبارةَ أبي عليٍ تدلُّ على الترجيحِ دلالةً صريحةً (٤)، وليسَ هي كذَلِكَ؛ فإنهُ عبرَ بقولهِ: «ما تحتَ أديمِ السماءِ أصحُّ مِنْ كتابِ مسلمٍ» (٥)، وهذا محمولٌ على نفيِ الأرجحيةِ في الصحةِ حملًا ظاهرًا (٦)، لا على نفي ما يساويهِ فيها، كما حررهُ شيخنا في " شرحِ النخبةِ " (٧)، واقتضاهُ بحثُ المصنفِ في مثلهِ، فإنَّهُ قالَ في " الشرحِ الكبيرِ " في عبدِ الرحمانِ بنِ القاسمِ، عن أبيهِ، عنْ عائشةَ، أَنَّ يحيى بنَ معينٍ قالَ: «ليسَ إسناد أثبتَ منْ هذا»، ثمَّ قالَ: فهذا يقتضي أَنَّ ذَلِكَ المتقدم. يعني: الأعمشَ، عنْ إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ، ليس أصحَّ مِنْ هذا، فأما المساواةُ فلا يتعينُ نفيها، فتأملهُ.
_________
(١) «به» لم ترد في (ك).
(٢) الحافظ أبو علي الحسين بن علي النيسابوري شيخ الحاكم، له ترجمة جيدة في السير ١٦/ ٥١ - ٥٩.
(٣) التبصرة والتذكرة (٢٣).
(٤) عبارة: «دلالة صريحة» لم ترد في (ك).
(٥) انظر: تاريخ بغداد ١٣/ ١٠١ وللعلماء في توجيه هذا الكلام مباحثات. انظر: صيانة صحيح مسلم: ٦٩، وسير أعلام النبلاء ١٦/ ٥٥، وهدي الساري: ١٢، والنزهة: ٨٦، وتدريب الراوي ١/ ٩٣ - ٩٥.
(٦) عبارة: «حملًا ظاهرًا» لم ترد في (ك).
(٧) نزهة النظر: ٨٦.
1 / 113