============================================================
المبحث الثالث: منهح البقاصي النكت والفوالد عاى شرح العقاند 109 تعرفونه، وأخرج مسلم عن أبي هريرةه - أن رسول الله - قال: " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق" فذكر الحديث في قتال الروم وفتح قسطنطينية إلى أن ذكر خروج الدجال وقال:" فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم - أمهم فإذا رآه عدو الله ذاب 2 فهذا ظاهره أنه أمهم في تلك الصلاة - والله أعلم - (1) .
-ورد عليه- أيضا- استدلاله بقوله- تعالى-: منهر من قصضنا عليك ومنهم من لم تقصص عليك (2) في عدم الاقتصار على عدد معين في تسمية الأنبياء ، قال البقاعي : لا يصلح دليلا إلا من حيث إن ظاهر الآية عموم السلب في أنه لم يقص عليه- - شيئا من أخبارهم ولا من أسمائهم ولا من مقدار عددهم، على أنها لا تدل مع ذلك، فإن المنفي فيها انما هو ما يتعلق بالرسل، قال- تعالى -: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص علياك (3). وأما ما يتعلق بالأنبياء الذين لم تجمغ لهم مع النبوة الرسالة فمسكوت عنه، اللهم إلا أن يدعى أن النبي هو الرسول ... ووراء ذلك كله أن المنفي إنما هو القص في الماضي، ويجوز الإخبار بعد نزول الآية بعددهم وغير ذلك من أحوالهم"(4).
ورد على الفلاسفة قوهم : من أنه لا يجوز الخرق على الفلك ولا يجوز عليه الالتام - أيضا لأن الأفلاك أشكال كرية، ومن أنه لا يجوز أن يقطع الآدمي المسافة الكثيرة في الزمن اليسير، قال البقاعي : وكل هذه أصول باطلة، فالخرق جائز على الأفلاك، وقد ثبت السمع به (5) .
-ورد على التفتازاني تمثيله للكرامات بالمشي في الهواء بجعفر بن أبي طالب - ظلبه وصحح له المثال بذلك، قال : لم ينقل عن جعفر-نه - ذلك في الدنيا، بل هو وهم نشأ عن تسميته بعد موته بالطيار، وسبب ذلك : أنه قاتل الروم في غزوة مؤتة حتى قطعت يداه ، وكان فيما أقبل من جسده بضع وتسعون مابين طعنة وضربة ورمية، أخرجه البخاري عن ابن عمر-رضي الله عنهما- وقال النبي-: "رأيت جعفر بن أبي طالب ه- ملكا يطير في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث يشاء مقصوصة قوادمه بالدماء". أخرجه الطبراني عن ابن عباس - رضي الله عنهما- بإسنادين، قال المنذري : أحدهما حسن. قال : وأولى من ذلك بالذكر ما وقع في غزوة بثر معونة لعامر بن (1) ينظر ص: 570.
(2) سورة غافر : من الآية 78 .
(3) سورة غافر : من الآية 78.
4) ينظر ص:574 .
(5) ينظر ص :593.
صفحة ١٠٩