============================================================
المبحث الثالت: منهج البقاعيف النكت والفواند على شرح العقالد ليصلح الفعل محلا للخلاف أي فإنه لو أطلق شمل أفعال الباري - تعالى -وليس في كونها خلقا له خلاف مثل إمراض العباد وإحياتهم وإماتتهم "(1) .
ورد على التفتازاني عبارته في تفسير الرزق بأنه اسم لما يسوقه الله - تعالى - إلى الحيوان فيأكله، قال: لا يظن أن غير المأكول من المنتفع به كالملبوس والمنكوح ليس رزقا بل هو رزق لما رواه مسلم عن جابر - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله:“ لا يبع حاضر لباد دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض2، ولقوله - تعالى -: { ومما رزقنهم ينهقون(5) فليس في الآية والحديث تخصيص بالمأكول، وكذا : (وما أنفقتم من شىء فهو تخلفه وهو خير الوزقيت (3) فكان ينبغي أن يقول : فينتفع به عوض قوله : (فيأكله) كما أشار إلى ذلك في جمع الجوامع 0(4).
-وعاب على التفتازاني حصره القول في سؤال القبر على الصبيان على أبي شجاع قال: "واقتصار المصنف على عزو ذلك إليه موهم انفراده بذلك وليس كذلك، بل هو مذهبنا وهو سؤال تكريم، وسؤال الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام - إن ثبت فهو سؤال تشريف وتعظيم، كما أن التكاليف في دار الدنيا للبعض تكريم، وللبعض امتحان ونكال، واستدل البقاعي على قوله هذا بقوله: " والدليل على سؤال الطفل بعد العمومات ما رواه النسائي عن أبي إبراهيم الأنصاري الأشهلي عن أبيه أنه سمع النبي- - يقول في الصلاة على الميت: " اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغاثبنا وذكرنا وآنثانا وصغيرنا وكبيرنا2، وللطبراني بسند حسن - إن شاء الله- عن أنس- ه -: " أن النبي -- صلى على صبي أو صبية وقال: لو كان نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي("(3).
ورد على الزركشي استغرابه من قول بعضهم : إن كفة الحسنات يكون علامة ثقلها أن ترتفع ، وعلامة خفة كفة السيئات أن تنخفض عكس شأن الخفة والشقل في الدنيا، قال البقاعي: كذا حكاه الشيخ بدر الدين الزركشي في آخر التنقيح لصحيح البخاري عن بعضهم واستغربه، وحديث البطاقة يرده، أخرج الإمام أحمد بسند صحيح، والترمذي (1) ينظر ص: 380.
(2) سورة البقرة : من الآية 3.
(3) سورة سبأ: من الآية 39.
(4) ينظر ص: 391.
5) ينظر ص:425.
صفحة ١٠٥