فإن قيل: موجد الحوادث واحد لا شريك له أم لا (١)؟
فالجواب: واحد لا شريك له.
فإن قيل: ما الدليل على أنه واحد لا شريك له؟
فالجواب: الدليل على ذلك من العقل والنقل:
أما العقل فلأنه لو كان مع الحكيم إله آخر لامتنع منه نفيه لكونه كذبا منافيا للحكمة (٢) لكن الحكيم قد نفاه فنفيه (٣) دليل على انتفائه (٤) وإلا لم يكن الحكيم حكيما.
وأما النقل فلقوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) (٥) ولقوله تعالى:
<a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/18/18" target="_blank" title="الكهف: 18">﴿إنما إلهكم إله واحد﴾</a> (6) وأمثال ذلك.
فإن قيل: موجد الحوادث جوهر أم عرض (7)؟
فالجواب: ليس بجوهر (8) ولا عرض.
فإن قيل: ما الدليل على أنه تعالى ليس بجوهر؟
فالجواب: الدليل على ذلك أن الجوهر إما جوهر فرد أو خط أو سطح أو جسم وكل واحد منها مفتقر حادث والباري تعالى ليس بمفتقر لكونه واجب الوجود لذاته وليس بحادث لكونه قديما.
فإن قيل: ما الدليل على أنه تعالى ليس بعرض؟
صفحة ٢٨