اضمير المجرور فيجوز فيه الوجهان، الجر على اللفظ، والنصب على الموضع نحو: رب رجل أكرمت وامرأة، وامرأة.
قوله: (ومذ، ومنذ: للزمان)، نحو: ما رأيته مذ يوم الجمعة أو منذ يوم الجمعة، لا يخلو ما بعدهما أن يكون حالا أو ماضيا، إن كان حالا فعامة العرب على الجر بهما(1) نحوز ما رأيته مذ اليوم أو الساعة أو الحين أو يومنا، ووان كان ماضيا والكلمة "مذ" فالرفع وقل الجر، أو "منذ" فالجر وقل الرفع، وهو العكس. ونقل الأخفش أن الحجازيين يجرون بهما كل شيء معرفة أو نكرة وأن بني تميم يرفعون الماضي فيقولون: ما رأيته مذ العام الماضي، ونقل الكوفيون(2) أن تميما ومزينة وعامرا ومن جاورهم من قيس يرفعون الماضي بعد اامذه وأما بعد "منذ" فترفع تميم وتجر سليم وهوازن، ثم إن كان الإسم معدودا فهما للغاية نحو: ما رأيته مذ يومان، ومعناه : أمد انقطاع رؤيتي له يومان أو غير معدود، فأما أن يكون حالا أو ماضيا، إن كان حالا نحو: ما رأيته مذا اليلوم فلابتداء الغاية، وتقديره: أول انقطاع رؤيتي له اليوم، أو ماضيا نحو اما رأيته مذيوم الخميس، فللغاية. والفرق بين تقدير أمد وأول أنه في تقدير أمد تنتفي الرؤية عن جميع أجزاء اسم الزمان/ وفي تقدير "أول" قد لا تنتفي . ثم إذا انجر ما بعدهما فهما حرفا جر يتعلقان بالفعل قبلهما والكلام جملة واحدة.
ووإذا ارتفع فالصحيح أنه خبر عن "مذ أو منذ" وهما ظرفان. معناهما أمد أو أول [(19/ب] على التفسير السابق وزعم الزجاجي (3) أنه مبتدأ ومذ، أو منذ خبر عنه، وزعم الكسائي وتبعه(4) ابن مضاء(5) أنه فاعل بفعل مضمر، وزعم بعض الكوفيين انه خبر مبتدأ مضمر(6)، وهذان المذهبان ينبنيان على أن "منذ" مركبة، فمن قال (1) زيادة من "ب".
(2) انظر: الإنصاف لابن الأنباري 382/1.
(3) عبد الرحمن بن إسحاق أبو القاسم صاحب الجمل منسوب إلى شيخه الزجاج مات اسنة 339ه، انظر: البغية 77/2.
(4) ساقطمن ب (5) أحمد بن عبد الرحمن اللخمي كان له تقدم في علم العربية، واعتناء واراء ومذاهب خالفة لأهلها، ولد سنة 513 ه ومات سنة 592ه انظر: البغية 323/1 .
(9) انظر شرح المفصل لابن يعيش 45/8 .
114
صفحة غير معروفة