النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني، أبو الحسن (المتوفى: 479هـ) ت. 479 هجري
82

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

محقق

د. عبد الله عبد القادر الطويل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق واستواء الجالس لا يجوز على الله ﷿ ونحو قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ [القلم: ٤٢]، يحتمل في اللغة أن يكون ساق الإنسان وساق الشجرة، والشَّدة من قولهم: قامت الحرب على ساق. والوجهان الأولان لا يجوزان على الله في أشباه لذلك. ومما يسأل عنه أن يقال: لم أفرد ﴿أُمُّ الْكِتَابِ﴾؟ وفي هذا جوابان: أحدهما: أنه أراد هن أم الكتاب، كما يقال: من نظير زيد؟، فيقول مجيب: نحن نظيره. والثاني: أنه استغنى فيه بالإفراد عن الجمع، كما قال: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً﴾ [المؤمنون: ٥٠] ولم يقل آيتين. ويسأل: هل يعرف الراسخون في العلم تأويل المتشابه؟ وفي هذا جوابان: أحدهما: أن تأويل المتشابة لا يعلمه إلا الله. والوقف على هذا عند قوله: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ ويبتدئ ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ [آل عمران: ٧]، فعلى هذا ليس للراسخين من المزية إلا قولهم: ﴿آمَنَّا بِهِ﴾ وذلك نحو: قيام الساعة وما بيننا وبينها من المدة، وهذا قول عائشة والحسن ومالك ﵁ ومن حجتهم: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُْْْ﴾ [الأعراف: ٥٣] . والجواب الثاني: أن الله تعالى يعلمه، والراسخون يعلمونه قائلين: آمنا به. وهذا قول

1 / 175