النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني، أبو الحسن (المتوفى: 479هـ) ت. 479 هجري
78

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

محقق

د. عبد الله عبد القادر الطويل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

قيل: لأنه ظاهر له طظهور ما بين يديه. وقيل في معنى ﴿مُصَدِّقًا﴾ قولان. أحدهما: أنه مصدق لما بين يديه لموافقته إياه في الخبر. والثاني: أنه مصدق، أي: يُبخبِرُ بصدق الأنبياء. وفي قوله: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ قولان. أحدهما: بالصدق في إخباره. والثاني: بالحق، أي: بما توجبه الحكمة من الإنزال كما توجبه الحكمة من الإرسال وهو حق من الوجهين. فصل: والجواب أن فيها ثلاثة أقوال. أحدها: أنها تَفْعلةٌ، وأصلها: تَورَيةٌ، وتحركت الياء زانفتح ما قبلها، فانقلبت ألفا. وتَفْعَلةٌ في الكلام قليل جدًا. قالوا: تَنفَلةٌ في تَنْفُلَةٍ. والقول الثاني أنها تَفْعِلَةٌ، والأصل: تَورِيَةٌ، مثل: توقيَة، وتوفيٍة، فنقلت إلى تَفْعلَةٍ، وقلبت ياؤها، وهذان قولان رديئان، وهما للكوفيين. وأما البصريون: فتورية عندهم: فوعَلَةٌ، وأصلها: ووريةٌ، مثل: حوقلةٍ، ودوخلةٍ فأبدلوا من الواو الأولى تاء كما فعلوا في تولج، والأصل: وولَج؛ لأنه من الولوج، وقلبوا الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وهذا القول المختار؛ لأن توقيةً لا يجوز فيها توقاة، وتفعلةٌ قليل في الكلام. واشتقاق تورية من قولهم: زريت بك زنادي، كأنها ضياء في الدين، كما أن ما يخرج

1 / 171