النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني، أبو الحسن (المتوفى: 479هـ) ت. 479 هجري
74

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

محقق

د. عبد الله عبد القادر الطويل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

وجمع (طاغوت): طواغيت، وطواغت، وطواغٍ على حذف الزيادة، وطواغي على العوض من الحذف. فصل: ويسأل عن معنى قوله: ﴿يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ والجواب: أن الظلمات هاهنا: الكفر، والنور: الإيمان. وقال قتادة: من ظلمات الضلاله إلى نور الهدى. ويسأل عن قوله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾ فقال: كيف يخرجونهم من النور وهم لم يدخلوا فيه؟ وفي هذا أربعة أجوبة: أحدها: أنه كقول القائل: أخرجني أبي من ميراثه، وهو لم يدخل فيه، وإنما ذلك لأنه لو لم يعمل ما عمل لدخل فيه، فصار لذلك بمنزلة الداخل فيه الذي أخرج عنه. قال الشاعر: فإن تكن الأيام أحسن مرة لي فقد عادت لهن ذنوب. ولم يكن لها ذنوب من قبل ذلك. والجواب الثاني: يروى عن مجاهد، قال: نزلت في قوم ارتدوا عن الإسلام، فكأنهم خرجوا من نور الإسلام بعدما دخلوا فيه. والجواب الثالث: أنها نزلت في المنافقين، كأنهم كانوا في نور بما أظهروه من الإسلام وخرجوا منه بما أبطنوه من الكفر. والجواب الرابع: أنهم كانوا في نور ولدوا فيه، فلما كبروا وكفروا خرجوا منه.

1 / 167